استقبل الرئيس الموريتاني وفدا من اتحاد علماء المسلمين ضم رئيس الاتحاد وقادة بارزين من هيأته القيادية ويتساءل البعض وهو تساؤل مشروع على كل حال عن الهدف من الزيارة في وقت اسنفدت فيه موريتانيا الرسمية والشعبية كل جهد ممكن لدعم غزة والقضية الف-لسطينية بشكل عام، بينما يلاحظ الجميع تقاعس أكبر دولة محسوبة على الإخوان وهي تركيا عن دعم أهل غ زة اللهم ما كان من الخطابات الجوفاء و الأولى بقيادة اتحاد علماء المسلمين صرف الوقت والجهد في اسطنبول لاقناع تركيا بالتحرك بجدية وهي القريبة من الميدان والقوية عسكريا واقتصاديا لوقف المجزرة بدل صرفه في موريتانيا الواقعة بين ضغوط شعبها المنحاز بالفطرة والهوية للقضية الفلسطينية ولعبة الأمم والمصالح التي لها حسابتها الأخرى،
يتذكر الجميع تحمس اتحاد العلماء في تأجيج الربيع العربي الذي أدمى الأمة وزعزع كينونتها لتؤول النتيجة بقصد أوبدونه لصالح الأعداء كما تحمسوا لثورة الشرع الذي بدأت توجهاتها تطفو على السطح فماذا يريدون من موريتانيا؟
يرى بعض المتابعين أن تغلغل الإخوان في البنية السياسية الموريتانية أخذ يتعمق أكثر عبر مثلث له ثلاثة أضلاع قيادات من الإخوان خرجت من عباءة تواصل والتحقت بركب السلطة، وتواصل المؤسسة الرسمية وأخيرا الحزب قيد التأسيس الذي يقوده الرئيس الأسبق لتواصل جميل منصور ويعتقد أن هذا المثلث يسعى بكل جهد لترويض السلطة على ما يخدم أجندة الجماعة سياسيا وهو ما قد يزيد من ضغوط خصومها الدوليين على البلد وفي كلتا الحالتين تفقد موريتانيا وضعها المتوازن، ويبقى الرهان في لعبة شد الحبل هذه على حكمة رئيس الدولة وفهمه العميق للتوازانات الدقيقة التي تحكم العلاقات الدولية.
جدير بالذّكر أن زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى موريتانيا جاءت في سياق جدل حاد حول تصريحات سابقة لرئيس الاتحاد السابق أحمد الريسوني، الذي اعتبر وجود موريتانيا “خطأ” ودعا إلى “الزحف نحو تندوف”، ما أثار غضباً رسمياً وشعبياً واسعاً في موريتانيا والجزائر، واعتبرته هيئة العلماء الموريتانيين “تطاولاً على السيادة” و”مستفزاً”. هذه التصريحات دفعت الاتحاد نفسه إلى التبرؤ منها، مؤكداً أنها تعبر عن رأي الريسوني الشخصي فقط.
الزيارة في هذا التوقيت تُقرأ أكثر كاستثمار في الأزمات ومحاولة لاحتواء تداعيات الجدل، وليس تطبيعاً مع الخطاب المثير للانقسام. فالاتحاد يسعى من خلال هذه التحركات إلى ترميم صورته في المنطقة بعد موجة التنديد، بينما تبقى حساسيات السيادة الوطنية والهوية حاضرة بقوة في الخطاب الموريتاني الرسمي والشعبي