No menu items!
السبت، 6 سبتمبر، 2025

شراكة أمنية استراتيجية بين المغرب والإمارات.. محاربة الإرهاب ودعم مغربية الصحراء أهم الملفات

يرتبط المغرب بعلاقات قوية مع دول الخليج وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، التي يتقاسم وإياها نفس التصورات والرؤى، ويتوافق معها في العديد من الملفات والقضايا الحيوية التي تهم المنطقة العربية والعالم.

ويسعى المغرب إلى تعزيز دوره الإقليمي في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود، من خلال تحديث مفهومه الأمني ونسج شراكات قوية مع دول مثل الإمارات، التي نجحت في بناء منظومة أمنية حديثة ومتطورة، حيث يعي المغرب أن مواكبة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتوسيع دائرة الشراكات، أمران حيويان، للحفاظ على موقع ريادي على الصعيد الإقليمي، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم والتحديات الطارئة بفعل التطور التكنولوجي.

بناء منظومة أمنية حديثة ومتطورة، حيث يعي المغرب أن مواكبة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتوسيع دائرة الشراكات، أمران حيويان

وفي هذا السياق يأتي استقبال المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، اليوم الثلاثاء بالرباط، لعلي عبيد الظاهري رئيس جهاز الاستخبارات الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان مرفوقا بوفد أمني رفيع المستوى، وذلك في إطار زيارة عمل ترمي إلى تطوير آليات التعاون والمساعدة المتبادلة، وتوسيع مجالات ومستويات التنسيق والشراكات الأمنية.

مكافحة الإرهاب على رأس الأولويات

تقييم التحديات الأمنية المتصاعدة بالقارة الإفريقية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء، مع تدارس سبل تعزيز العمل المشترك لمواجهة تحديات الظاهرة الإرهابية بالمنطقة، والتي أصبحت تشكل مصدر قلق متزايد ليس فقط على الدول المجاورة وإنما على الأمن والسلم العالميين، كانت من بين أهم محاور اللقاء بين المسؤلين الأمنيين الكبيرين.

وأوضح بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن المباحثات بين الجانبين كذلك، انصبت حول سبل تعزيز التعاون العملياتي والتنسيق الأمني، وتدعيم آليات التبادل البيني للمعلومات، لمواجهة سائر التحديات والتهديدات الأمنية، خاصة منها المخاطر الإرهابية في مختلف بؤر التوتر.

وتجسد هذه المباحثات،حسب المصدر نفسه، إرادة المصالح الأمنية في المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة في توطيد تعاونهما المشترك، وتوسيع مجالات التعاون الثنائي بينهما، بما يضمن تحييد المخاطر التي تحدق بأمن وسلامة البلدين في محيطهما الإقليمي والدولي.

مذكرات تعاون استراتيجي ودعم قوي لمغربية الصحراء

وقبل اجتماعات اليوم، كان عبد اللطيف حموشي قد أجرى زيارة سابقة لدولة الإمارات خلال شهر سبتمبر الماضي، وذلك في سياق تنفيذ برنامج عمل مندمج أعده قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بغرض تطوير آليات التعاون الأمني الدولي، وتوسيع مجالات ومستويات التنسيق والشراكات الأمنية مع مختلف الأجهزة الأمنية في الدول الشقيقة والصديقة وفي المنظمات الدولية ذات الاهتمام بالشأن الأمني.

مذكرة تفاهم وتعاون أمني استراتيجي بين الرباط وأبوظبي
مذكرة تفاهم وتعاون أمني استراتيجي بين الرباط وأبوظبي

وقد عكست الزيارة الرغبة المشتركة لكلا البلدين في توسيع نطاق التعاون الأمني في مفهومه الشامل، مع إيلاء أهمية خاصة للكوادر البشرية، على برامج التكوين والتدريب والتأطير، باعتبارها المدخل الأساسي لتحديث المرافق الشرطية وتمكينها من كسب التحديات التي تطرحها التهديدات الأمنية المستجدة. وتتسم العلاقات المغربية – الإماراتية بطابع إستراتيجي ذي أبعاد متعددة وتشكل الأخوة الأصيلة والاحترام والتقدير المتبادلين والتضامن الفاعل الأساس المتين الذي ترتكز عليه هذه الروابط.

وخلال الزيارة السابقة، وقع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني مذكرة تسمح بتبادل الخبرات والتجارب العملية والاستفادة من الإمكانيات التخصصية المتوفرة لدى الشرطة المغربية ونظيرتها في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، واستخدامها في تأهيل الأطر الأمنية وبناء قدراتها، فضلا عن تعزيز التعاون المشترك في مجال الدراسات العليا في العلوم الشرطية والأمنية والقانونية.

وحسب المصادر الأمنية فإن مذكرة التفاهم هي ثمرة تعاون مشترك ومستدام بين الطرفين، هدفها هو تبادل الخبرات في مجال التدريب والتكوين الشرطي، وفتح المعاهد الأكاديمية الشرطية في كلا البلدين لبناء القدرات وتعزيز مهارات الأمنيين في مختلف التخصصات الشرطية والعلمية والقانونية.

كما أن المذكرة تراهن على خلق جيل جديد من الأطر الأمنية، المؤهلة جيدا، والمنفتحة على التجارب المقارنة، والقادرة على رفع التحديات المستقبلية في مجال الأمن في مفهومه الشامل. وتنسجم المذكرة مع توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يحرص على تمكين هذه المؤسسة الأمنية من الوسائل الضرورية للقيام بواجبها الوطني والمهني.

وشهدت العلاقات الثنائية تطورا استثنائيا خلال السنوات الماضية، بانتقالها إلى السرعة القصوى على مستوى ترسيخ الشراكة الاقتصادية والاستثمارية التي طبعتها ثقة تامة وانسجام كامل في الرؤى حول فرص وإمكانات التكامل والتعاون العملي بين البلدين. والإمارات من بين الدول الخليجية التي كانت سباقة في افتتاح قنصلية بمدينة العيون كبرى مدن الصحراء المغربية وتدعم بقوة مغربية الصحراء وسيادة المغرب على كامل ترابه الوطني.

تعليقك..

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا