No menu items!
السبت، 6 سبتمبر، 2025

عيد تونس المشحون بالخوف

كان العيد، هذا العام، أشبه بكثير ببرنامج إذاعي: تنتقل للقاء شخوص بعينهم أو تستقبلهم في بيتك. تتلقّى عشرات المكالمات. معظمها لا يقتصر على المعايدة المعتادة، بل يحمل في طيّاته الكثير من الرسائل المشحونة بحالة عدم اليقين والخوف ممّا هو آت.

الطرف الآخر في المعايدة هو كتلة بشريّة متنوّعة أهل وأصدقاء وزملاء ومعارف أطبّاء ومهندسون ومحامون ورجال أمن وصحافيون وموظّفون ونقابيون وتجّار وعمّال وفلاّحون وعاطلون عن العمل

ما الذي يجري في البلاد؟، يسأل أحدهم. “هل ستصمد البلاد؟، يلحّ آخر. “كيف ستنتهي الأمور؟“. ذاك الجانب الاستفهاميّ، في معايدة هذا العام.

في حالات أخرى، سرد للمعاناة اليوميّة، مهما كانت الوظيفة أو الطبقة الاجتماعيّة أو الفئة العمريّة.

في أوضاع أخرى، نقاش تعدّدي، فيه الغثّ والسمين. لكن، من الهامّ الاصغاء باهتمام وعناية شديدين. من الضروريّ الوقوف على المزاج العامّ.

والخلاصة: لا ينتظر السواد الأعظم مهما كان موقفه ممّا يجري في أروقة السياسة في البلاد بيانات الأمم المتّحدة ولا مجموعة السبع الكبرى أو الاتحاد الأوروبي التي يصفها الرئيس وأنصاره بـالتدخّل السافر في شؤوننا الداخليّة“. هم أدرى بمكّة وشعابها، فهم أوّ من يكتوي بنار الغلاء والتضخّم واليأس من إمكانيّة غد أفضل.

الكتلة البشريّة التي تتعامل معها في العيد هي جزء لا يتجزّأ من الشعب، الذي من الشرعي وصمه بـالديكتاتوري“.

أو لنقل إنّه هو من يُكرّس الديكتاتوريّة. ديكتاتوريّة الآن: أي نريد كلّ شي الآن. لا تعنيه إيقافات ولا ملاحقات ولا مظاهرات ولا احتجاجات ولا أحزاب ولا نقابات. يهمّه ضمان الحدّ الأدنى من طبيعة الأشياء. دون نقصان على الأقلّ، في الوقت الذي تبدو فيه الزيادة مستحيلة المنال.

مع حملة الإيقافات، سألتني صديقة غير تونسيّة اكتوت بلادها بالديكتاتورية: “هل يخطو رئيسكم طريق رئيسنا؟فكان ردّي: “بل هو قطاع من الشعب الذي يخطو طريق رئيسكم“.

القطاع ذاته قد ينقلب، لاحقا، على الرئيس الحالي والذي يليه. “أحيانا قد تطيح 50 ملّيما برئيس، كما يقول أخي، سعيد الزواري. وقد تكون المسألة، أحيانا، أتفه من 50 ملّيما.

يقول الرئيس إنه يعلم ما يريده الشعب“. أجرؤ، في المقابل، أن أردّ أنّي أعلم ما لا يريده الشعب“. أو لنقل نصف الشعب.

الثابت أنّ تونس ليست بخير.

تعليقك..

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا