حالة من الخوف والاضطراب داخل مبنى كنيس الغريبة في جزيرة جربة جنوب تونس، مع أصوات إطلاق النار.
المناسبة احتفال مئات اليهود، ومن بينهم إسرائيليون، بإحياء ذكرى الحاخام شمعون بار يوحاي في معبد الغريبة، الذي توافد عليه آلاف الزوار من مختلف بلدان العالم لإحياء موسم الزيارة السنوية الذي انطلق الجمعة الماضي وانتهى الثلاثاء 9 ماي.
وأفاد الشهود بأنه في خضم هذه الاحتفالات سُمع إطلاق نار خارج المعبد، وأغلقت قوات الأمن على الفور بواباته ومنعت الزوار اليهود من المغادرة.
قتل زميله وهاجم الكنيس
وأصدرت وزارة الداخلية في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، بيانا أوضحت فيه أن عنصر أمن داهم مركز الحرس البحري بجزيرة جربة، وقتل عنصرا أمنيا في المركز وسرق سلاحه، ثم توجه إلى محيط الكنيس وأطلق النار على اثنين من الزوار، قبل أن يلقى مصرعه خلال تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن.
وأشارت إلى أنه من بين القتلى عون حرس توفي متأثرا بجراحه، واثنان من زوار معبد الغريبة، فيما جرح 5 أعوان حرس و4 من الزوار”.
وأكدت الوزارة أنه تم تطويق المعبد وتأمين جميع الموجودين داخله وخارجه، مضيفة أن البحث مستمر لمعرفة دواعي الهجوم.
ولم تحدد وزارة الداخلية التونسية بعد ما إذا كان الهجوم بدوافع إرهابية أم لا، في حين تشير مصادر محلية إلى تخوف السلطات التونسية من أن يؤدي وصف الحادث بالإرهابي إلى الإضرار بالموسم السياحي في بداياته.
فرنسا تدين.. وتتحرك
وأعلنت السفارة الفرنسية بتونس عن تشكيل خلية أزمة على خلفية الأحداث التي شهدتها جزيرة جربة.
كما أدانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا -اليوم الأربعاء- الهجوم الذي استهدف كنيس “الغريبة” اليهودي في جزيرة جربة التونسية بالتزامن مع احتفالات سنوية داخله، مما خلف 6 قتلى، بينهم أربعة عناصر أمن، و9 مصابين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن الهجوم يذكر بشكل مؤلم بالهجوم الانتحاري الذي أوقع 21 قتيلا في الكنيس ذاته عام 2002.
وبنفس الخصوص أعلنت الخارجية التونسية فجر الأربعاء أن أحد ضحايا الهجوم يحمل الجنسية الفرنسية، وقالت -في بيان لها- إنه “تبعا لبيان وزارة الداخلية، فإن الزائرين اللذين وقعا ضحيتين للهجوم هما تونسي عمره 30 سنة، وفرنسي عمره 42 سنة”.
وأضافت أن قوات الأمن التونسية تؤمّن المنطقة، داعية رعاياها إلى “اتباع تعليمات الشرطة والبقاء في محل إقامتهم.
سوابق استهداف كنيس الغريبة
وموسم الزيارة السنوية لمعبد الغريبة -وهو أقدم كنيس في أفريقيا- يجتذب مئات اليهود من أوروبا وإسرائيل إلى جزيرة جربة التي تعد منتجعا سياحيا رئيسيا قبالة سواحل جنوب تونس، وتبعد 500 كيلومتر عن العاصمة تونس.

وتعرض المعبد في 11 أبريل 2002 لهجوم إرهابي عن طريق شاحنة محملة بالغاز، أسفر آنذاك عن مقتل 21 شخصا أغلبهم سياح ألمان.
وحسب الإحصاءات المحلية، فقد حج إلى موسم هذه السنة أكثر من 5 آلاف سائح أغلبهم أجانب خصوصا من فرنسا وإسرائيل.
ويعيش في تونس حاليا حوالي 1500 معتنق للديانة اليهودية، في حين كان يبلغ عددهم قبل الاستقلال عن فرنسا أكثر من 100 ألف.